الموقع الوسيط - من حركة إحياء النموذج إلى سؤال الذات
 

الصفحة الرئيسية
جرائد متنوعة
2M
قنوات مغربية
The conjugar
Google scolaire
Yahoo: Questions et Réponses
Dictionnaire de la langue française
كتب مجانية
الموسوعة الإسلامية المعاصرة
كيف يكتب الشعر الصمت كيف يقرأ الصمت الشعر
الكتابة عبر النوعية وسؤال التجنيس: أبو إسم
اللص والكلاب لنجيب محفوظ : قراءة أولية - محمد
الدلالة الشعرية: أبو إسماعيل أعبو
تعلم الإنجليزية
كتب سورية
كتاب البلاغة
موقع بايلا لدروس البكالوريا
بلاغة الثانوي
كتب فرنسية مجانية التحميل
حمل ما تشاء من كتب
منهجية تحليل نص شعري أبو إسماعيل أعبو
المكتبة الإسلامية
Fabula la recherche en littérature
Cours de philosophie
دليل أعضاء اتحاد كتاب العرب
منهجية تحليل نص شعري 2
منهج الفلسفة
مركز بوابة العرب التعليمي
من حركة إحياء النموذج إلى سؤال الذات
شعر طليق: أبو إسماعيل أعبو
امتحان تجريبي
مجلة نزوى
قاموس طبي
موقع أنيس الطلاب
دليل الراجحي

الشعر العربي الحديث

من

حركة إحياء النموذج إلى سؤال الذات
إعداد: أبو إسماعيل أعبو

أ‌-      إحياء النموذج

أولا، الملامح العامة للشعر قبيل حركة إحياء النموذج:

قبيل القرن التاسع عشر أمضى الشعر العربي، ثلاثة قرون من الزمن منحطا في عصر عرف لدى المؤرخين بعصر الانحطاط ، ذلك أن السيادة كانت فيه للأتراك الذين عملوا على طمس الهوية العربية وكل ما يدل عليها من أشكال تعبيرية، التي يأتي في مقدمتها الشعر(1)، الذي ضعف إلى درجة أنه لم يعد في استطاعة من يرغب في نظمه أن يأتي به محكم التأليف، رصين الأغراض الشعرية، والأخيلة، والمعاني. ولعل من سمات هذا الضعف:

-         عدم القدرة على تقليد القدامى، والسير على منوالهم في الكتابة الشعرية.

-         الكتابة بلغة وسطى تصاغ وفق تعابير متداولة عامية.

-         الإفراط في الصنعة والتكلف مما يجعلنا إزاء زخارف لفظية، وأغراض ومعان تافهة.

 بهذا وذاك انحط وضع الشعر، فبدا قبيل حركة إحياء النموذج مرتبكا لا قوام له.

ثانيا، الملامح العامة للشعر العربي، إثر انبثاق حركة إحياء النموذج:

أمام ذاك الوضع المتردي للشعر العربي، أصبح لزاما خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، التفكير في بعثه وإحياء نموذجه، والارتقاء به إلى مستواه الفني في عصور الازدهار، المتمثلة في بعض النماذج من الشعر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي.

 ولعل ما ترجم هذا التفكير ظهور حركة إحياء النموذج الشعري، التي عبرت عن تنبه العرب إلى ماضيهم الثري، وإدراكهم واقعهم المتردي، الذي تردى معه الشعر العربي، واستسلم إلى حالة من الانحطاط والجمود منذ وقوع بغداد بين يدي التتار أو المغول سنة 656 هـ ،ولعل أدل ما يعبر عنه إسم هاته الحركة هو الرغبة الأكيدة في إحياء النموذج الشعري، باعتباره المثال الذي يحتذى وتنتظم وفقه التجربة الشعرية، و المثل الأعلى الذي تنسج على منواله القصائد الشعرية بما احتوته من أفكار وعواطف وأخيلة.

فما الحوافز التي حفزت هاته الحركة الإحيائية على النشاط ؟

- احتكاك الشرق بالغرب أهم حافز، فعن طريق الحملة الفرنسية التي اجتاحت في بادئ الأمر مصر احتك العرب تدريجيا بالحضارة الغربية الرفيعة،  التي جعلتهم يعون مكانتهم المتدنية، ويعملون على النهوض بها، وقد هيأ هذا الاحتكاك للعرب فرص معرفة: - الطباعة والصحافة والنشر العلمي والبعثات الطلابية المتنورة بأفكار الحضارة الغربية، والنشاط الترجمي والهجرة العلمية إلى بلاد الغرب، ومدارس الإرساليات، واستقدام أساتذة من الغرب.. وبالتالي التأثر بالثقافة الغربية وخاصة الحركة الكلاسيكية.

-  الاتصال بالماضي الحضاري العربي العريق إثر تنمي الوعي القومي، وما استتبعه من أنشطة الدعوات الإصلاحية، وحركات إحياء التراث العربي، وانتشار المطابع و المكتبات، والمجامع اللغوية، والجمعيات الأدبية.

و ممن عملوا على تفعيل هاته الحوافز خدمة للشعر في مختلف البلدان العربية كثر تدلنا عليهم المراحل التي عرفتها حركة إحياء النموذج:

- مرحلة النموذج الإحيائي المحافظ: وتبدأ في منتصف القرن التاسع عشر وتنتهي في نهايته، ويمثلها ناصف اليازجي في لبنان ومحمود سامي البارودي في مصر، وكان الهدف هنا إحياء القصيدة القديمة دون السعي إلى تطويرها.

ولشعر هاته المرحلة الإحيائية خصائص فنية مميزة:

أولا،من حيث المضمون :


  - تعدد الأغراض في القصيدة كالفخر والوصف والحكمة وغيرها.


 - البدء بالنسيب:الغزل) و ما يمر به الشاعر) .


 - تقليد القدماء في موضوعاتهم من مدح وغزل ورثاء وفخر وهجاء.


 - اعتبار البيت وحدة القصيدة مما يؤدي إلى تفككها .


 - خطاب الصاحبين على عادة القدماء .

ثانيا،من حيث الشكل :


 - التزام الوزن الواحد و القافية الموحدة .


  - تقليد القدماء في الأخيلة و الصور و التراكيب .


  - العناية بانتقاء الألفاظ الأصيلة وبالأسلوب و بلاغته .

  - الاتجاه إلى التصوير الجزئي .

- مرحلة النموذج الإحيائي المجدد: وتستغرق العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، وقد تزعمها كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمد عبد المطلب في مصر، ومحمد مهدي الجواهري، ومعروف الروصافي وجميل صدقي الزهاوي في العراق...ولقد حاول هؤلاء الشعراء التعرض لمواضيع جديدة مثل الموضوعات السياسية والاجتماعية، وكما عمدوا إلى تجريب أنواع شعرية جديدة (مثل المسرحية الشعرية).

ولعل من سمات شعر شعراء الإحياء في هاته المرحلة:


   - معالجتهم مشكلات المجتمع العربي و العالم الإسلامي .


 - تعبيرهم عن روح عصرهم بشتى نواحيه الاجتماعية و الثقـافية و الفكرية و الأخلاقية .

   - ارتقاؤهم بالشعر إلى المرقى الوجداني حيث لم يهتموابالمحاكاة و التقليد فحسب، على غرار البارودي، بل   انزاحوا عنه إلى الاهتمام بالصياغة وروعةالبيان و حلاوة الموسيقى..


 - التنويع في الأغراض و ابتكار المعاني، و في سبيل ذلك ساروا فياتجاهين:


            أ - الاهتمام بثقافة العصر .     ب - الأخذ من التراث .


   - ميل أسلوبهم الي السهولة بسبب ارتباطهم بالصحافة .

- مرحلة النموذج الإحيائي اللاحق: وهي مرحلة ظهرت في أعقاب الاحتلال الأجنبي للبلاد العربية، وخاصة في المغرب العربي، وقد مثلها في المغرب عدد كبير من الشعراء أمثال: محمد بن ابراهيم، وعلال الفاسي، ومحمد الحلوي، ومحمد غريط ، والمختار السوسي، وعبد الله كنون، وفي الجزائر مثلها محمد الخليفة العيد، وفي تونس مثلها أحمد خير الدين، ومصطفى خريف...

وهؤلاء منهم من ذهب إلى محاكاة القدماء على غرار محمود سامي البارودي ،ومنهم من ذهبإلىالتجديد النسبي.

ومهما تعدد شعراء الإحياء تبقى تجاربهم الشعرية دالة على قواطع مشتركة تتقاطع عندها، فما هي هاته القواطع؟

لقد ظل جميع شعراء النموذج الإحيائي أوفياء للقصيدة العمودية التقليدية، التي كانوا يرون أنها الشكل الشعري الأكثرأصالة، والذي له طواعية التعبير الأصيل، وإبراز جدلية الموضوعي والذاتي.

لذا استلهموا بحورها الشعرية التقليدية، ونظموا أشعارهم وفق أغراضها، وغير هاته الأغراض، فأتى الأسلوب إلى حد ما خالصا من أثقال البديع وكلفة التصنع، إذ رجع به الشعراء إلى طريقة القدماء في جزالة اللفظ، ونقاء العبارة وقوة الاستعارة وتناسق التراكيب، كما تمت بجانب هذا وذاك المزاوجة اللغوية بين الحقيقة والخيال الذي اعتبر إضافة لا تغير الحقيقة أو تعارضها بل تجاورها في قران شعوري...

والخلاصة أن حركة إحياء النموذج جاءت مرتبطة بإحياء الشعر القديم، هذا الشعر الذي كان من وراء إحيائه شعور بأنه النموذج الأمثل أو المثل الأعلى المقتدى به.

 
ب- سؤال الذات

سؤال الذات في الشعر العربي الحديث أثارته تجارب شعرية انزاحت عن التقاليد الشعرية، التي دأبت على ترسيخها الكلاسيكية العربية بقيادة محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وأتباعهما.

فتلك التجارب شكلت حركة أدبية تعتبر الذات الشاعرة مصدر الإبداع وبؤرته، والتجربة الشعرية تمثيلا للعلاقة المتفاعلة بين الذات والكون، وهي علاقة لا تجعل المعرفة سكونية وثابتة، كما كان لدى حركة إحياء النموذج، وإنما تجعلها دائمة التغير متجددة تبعا لتجدد الزمن.

ومن العوامل التي ساهمت في تبلور هاته الحركة الشعرية الجديدة:

-         التأثر بأعلام الرومانسية الغربية (أمثال: هيجو، وألفريد دي موسيه، وكولردج...).

-         ترجمة إبداعات هؤلاء الأعلام إلى اللغة العربية.

-         البحث عن عالم مثالي بديل يحل محل العالم العربي المتردي.

فهاته العوامل أتاحت لشعراء الحركة فرصة أن يعبروا عن أنفسهم بوصفها قيما إنسانية لها وزنها، وأن يكفوا عن مساءلة ذواتهم بمحاكاة النماذج الشعرية السابقة.

ولقد انتظم هؤلاء الشعراء في جماعات أهمها:

جماعة الديوان: وتتكون من ثلاثة أدباء هم عبد الرحمن شكري، وعباس محمود العقاد، وعبد القادر المازني، وهاته الجماعة التي داومت على انتقاد حركة النموذج الإحيائي كانت تتفق على فكرة وجدانية الشعر(2)،وتبشر بقيم جديدة شعارها العودة إلى الذات.

جماعة أبولو: وهي جماعة سميت باسم مجلة عربية شهرية للشعر أسسها أحمد أبو زكي سنة 1932، وفسحت صدرها لكثير من الشعراء، أمثال: علي محمد طه، وإبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل، وقد غلب على شعر هاته الجماعة الموضوعات ذات الطابع الذاتي.

جماعة شعراء المهجر: وتضم مجموعة من الأدباء الشاميين (الشام: سوريا ولبنان وفلسطين) الذين سافروا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلى الأمريكيتين، وأسسوا جمعيتين هما:

-    الرابطة القلمية، بالولايات المتحدة الأمريكية، وكا ن الشاعر جبران خليل جبران وراء فكرة تأسيسها، فترأسها وأصبح أبرز أعضائها، وقد ضمت الرابطة كلا من الأدباء:ندرة حداد، وعبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وميخائيل نعيمة، وإليا أبو ماضي...

-    الرابطة الأندلسية: بساو باولو بالبرازيل، وكان مؤسسها الشاعر شكر الله الجر، الذي انضم إلي ه العديد من الشعراء أمثال: ميشيل المعلوف، حبيب مسعود، إسكندر كرباح، نصر إسماعيل، دود شكور...

وإن كانت هاته الرابطة كثيرا ما يلابسها التقليد، فإن الرابطة الأولى التي كانت أكثر تحررا انتقدتها، ونظرت إلى التجربة الشعرية وإلى الحياة والكون نظرة ذاتية، واعتبرت الرجوع إلى الذات عبارة عن تفتح على العالم بكلياته وجزئياته.

ولقد وجدت الحركة الشعرية التي تبلورت مع هاته الجماعات صداها لدى بلدان المغرب العربي لذا تجاوب معها شعراء أمثال أبو القاسم الشاب، ومحمد الحليوي من تونس...، وعبد المجيد بنجلون، وعبد القادر حسن، وعبد الكريم بن ثابت، ومصطفى المعداوي...من المغرب.

وتختصر المبادئ التي اعتمدتها الحركة في مايلي:

ماهية الأدب تكمن في تعبيره الجمالي عن الحياة في شموليتها، وعن القيم العليا الكامنة في أعماق النفس الإنسانية، وعن تأملات الإنسان وتفاعله مع العالم.

اتخاذ الطبيعة أو الغاب عالما يتماهى معه الشاعر، ويجعله عالما بديلا للواقع.

جعل الخيال العامل الأول للخلق الفني، والتسامي على الواقعي.

لهذا وذاك دلت تلك الحركة على خصائص فنية تتقاطع عندها تجاربهم الشعرية:


  (1). هذا الشعر ضعف بعدما تضافرت على إضعافه عدة عوامل، منها:

- جعل اللغة التركية لغة رسمية تتلفظ بها الألسن وتدون بها سجلات الدواوين، بدلا من اللغة العربية (وهذا ما يعرف بالتتريك).

- إلغاء ديوان الإنشاء، الذي كان يخدم العربية ويكيف أساليبها البلاغية حسب مقتضى الحال.

- عدم تشجيع المماليك (هم أخلاط من الأتراك والشراكسة كانت إدترة البلاد بين أيديهم) والأتراك الشعر.

- حرمان مصر والبلاد العربية من أغلى كنوزها المعرفية عبر نقل الكتب النفيسة والكفاءات الإبداعية والحرفية والمهنية إلى تركيا.

- انتشار الجهل والخرافات والشعوذة والفقر والاستبداد.

(2).مفهوم الوجدان عند شعراء مدرسة الديوان :

← عباس محمود العقاد : الوجدان مزاج بين الشعور والفكر.

← عبد الرحمان شكري : الوجدان تأمل في أعماق الذات بكل أبعادها الشعورية واللاشعورية.

← إبراهيم عبد القادر المازني: الوجدان كل ما تفيض به النفس من شعور وعواطف وأحاسيس.





 
Today, there have been 3 visiteurs (4 hits) on this page!
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free