الموقع الوسيط - الصفحة الرئيسية
 

الصفحة الرئيسية
جرائد متنوعة
2M
قنوات مغربية
The conjugar
Google scolaire
Yahoo: Questions et Réponses
Dictionnaire de la langue française
كتب مجانية
الموسوعة الإسلامية المعاصرة
كيف يكتب الشعر الصمت كيف يقرأ الصمت الشعر
الكتابة عبر النوعية وسؤال التجنيس: أبو إسم
اللص والكلاب لنجيب محفوظ : قراءة أولية - محمد
الدلالة الشعرية: أبو إسماعيل أعبو
تعلم الإنجليزية
كتب سورية
كتاب البلاغة
موقع بايلا لدروس البكالوريا
بلاغة الثانوي
كتب فرنسية مجانية التحميل
حمل ما تشاء من كتب
منهجية تحليل نص شعري أبو إسماعيل أعبو
المكتبة الإسلامية
Fabula la recherche en littérature
Cours de philosophie
دليل أعضاء اتحاد كتاب العرب
منهجية تحليل نص شعري 2
منهج الفلسفة
مركز بوابة العرب التعليمي
من حركة إحياء النموذج إلى سؤال الذات
شعر طليق: أبو إسماعيل أعبو
امتحان تجريبي
مجلة نزوى
قاموس طبي
موقع أنيس الطلاب
دليل الراجحي

 
 
:خواطر لا تسر الخاطر
     بقلم: أبو إسماعيل أعبو
أرتد عن ديانتي

 هاته الصبحية بمجرد ما استيقظت من النوم وجدتني أنجذب إلى هذا الجهاز، أنجذب من جديد إلى القوة المغناطيسية لبحوره المعرفية التي تستغويني وتدعوني إلى السباحة الفكرية، هاته السباحة التي أستلذها إلى درجة أنني أتناسى جسدي فأراه طريحا كجثة هامدة على شواطئ تلك البحور.

أمضيت البارحة خلف هذا الجهاز عشر ساعات،  ولم أستوع ذاتي المادية إلا بعدما استوفيت هاته الساعات، كأني كنت في عالم روحاني مقدس أتعبد فيه متخشعا لقوته، التي تجذب الآن الملايين أمثالي بشكل لم تعهده أي ديانة سماوية.

سأتخلص من هاته العادة السيئة، سأرتد عن هاته الديانة التي أصبحت أدين بها إلى درجة أنني أسمع في أعماقي نداءها، فيقول جسدي أشهد أن لا قوة تقهرني إلا قوة تلك البحور المعرفية.

قوة تبعدني عن الكتاب وعن أشياء أخرى. إلى درجة أنني لا أرى سواها، كنت حين أتماهى مع الكتاب أستشعر متعة لا مثيل لها، فهو يتيح لي إمكانية الحوار الإبداعي. أحيانا يحلو لي أن أجرد هذا الكتاب من جميع حروفه، وأن أكتب على صفحاته كتابا جديدا، بل أتعامل مع الصفحات باعتبارها عدما وأختلق كونا جديدا تدب فيه الحركة، فهاته حرية إبداعية،  تجعلني أتمثل نفسي إلاها تدين لي عوالم اختلقتها بنفسي،لهذا أحب الكتاب الذي كثيرا ما يبعدني عنه هذا الجهاز اللعين، الذي أعلن كفري بقوته الجذابة الغاوية.في ما مضى من الأزمان كان المبدع يتعامل مع جلدة الكتابة تعامله مع البكارة، لذا حالما يكتب يعتبر نفسه قد افتضها بقلمه، مما سيختلق المعاني في الرحم الرمزي. هاته الصورة أراها إيحائية معبرة خاصة حين نتحدث عن تناسل وتوالد الأفكار. في بعض الأحيان أحس بعلاقة روحانية تربطني بالكتاب، فلا أجد لهاتفسيرا، كالعلاقة التي ربطتني برواية رامة والتنين للكاتب المصري إدوارالخراط، فهي رواية أمضى في كتابتها عشر سنوات.  لذا قرأتها أزيد من عشر مرات وفي كل  مرة كنت أستخلص خلاصة، فرامة ترمز إلى الزمن في استرساله، وميخائيل العاشق يرمز إلى الزمن في انصرامه، لذا تعتبره رامة  مضى وانقضى، وتستمر في تجارب العيش تاركة إياه يعيش على وهم تجربة وحيدة مضت وانقضت، فأمام الكتاب أعترف بقوتي ويعترف هو الآخر بها، لذا يتركني لحالي متى شئت حتى أنني أفتح كتاب الحياة أي أعيش حياتي ككتاب أتصفحه وأقلب صفحاته الواحدة تلو الأخرى مبتهجا بما أعيشه ويعيشني، أما أمام هذا الجهاز اللعين فقوتي تستلب مني فلا أقوى على مغادرة االكرسي إلى حال سبيلي. فليكن الله في عون من يدمن الإبحار في بحوره.

من أنا من أناك؟

هاته الأنا التي أتساءل عنها أجدها دوما تزدوج في ذاتي ازدواجا طالما دعاني إلى التأمل، ‏‏أجدني مادة لا اعتبار لها إلا بالروح، هاته الروح التي تتطلع دوما إلى الحرية لأنها تريد ‏‏أن تستقل بنفسها بدل أن تبقى قيد المادة، هاته ‏‏المادة أو الجسد المدنس، الذي نعته فلاسفة الإسلام بقفص الروح، يتلقى يوميا من حيث لا يدري الطعنات تلو الأخرى، مستجيبا ببلادة ‏‏لمشيئةالروح الأمارة بالسوء،  هاته الروح التي تترقب بلهفة ذاك اليوم حيث سينهار الجسد مدنسا دون حراك، وتجد لحظته الأجواء العليا تنفتح لها حتى تحلق طليقة في أعاليها.

من أجل هاته الغاية ‏‏تتلقى المادة تحفيزات روحية، فتقبل بعماء عقلي على سموم الخمرة، سموم السجارة، سموم المخدرات، توترات  القمار، توترات العهارة، ‏توترات الفتن ‏الدنيوية، توترات لحظات الأوهام... وإذ تتلقاها تستشعر نشوة روحية، ‏فترقص على ‏إيقاعها ببلاهة ، دون أن تحمل نفسها عناء التفكير وضبط التوازن بين ‏الماديات ‏والروحيات، فكلما اختل هذا التوازن اختل توازن عيش الأنا عيشة إنسانية، ‏تصبح آنئذ ‏العيشة "شيطانية"، لذا لا غرابة و حبل العقل قدانقطع أن تدعي فئة منا عبادة الشيطان.‏

وهم العشق

ما عشق المراهق أو المراهقة إلا عشق الأنا في الآخر أو الأخرى، هاته حقيقة خلصت إليها.

لذا اعتبرت هذا العشق عشق وهم، ما معنى أن أعيد الاعتبار لذاتي عبر عشق هاته الذات من طرف ذات أخرى لها؟

ما معنى أن يذبل عشقي بمجرد ما تعشقني الذات الأخرى، التي أترفع عنها وقتئذ وأبحث عن غيرها، بعد اعترافها مقابل اعتراف شبيه؟

هذا العشق أسميه عشقا نرجسيا: فكما كان نرجس في الأسطورة اليونانية، يبحث عن ذاته في مرآة البحيرة، يبحث العاشق أو العاشقة عن ذاتهما في الآخر أو الأخرى.

لذا كما كانت نهاية نرجس مأساوية في الأسطورة اليونانية، كثيرا ما تكون نهاية العشق الوهمي المراهق مأساوية.

فالعاشق قد يعبر عن سادية فيحمل الآخرين عذاب العشق، أو قد يعبر عن مازوشية فيتحمل عذاب العشق من طرف الآخرين، وهو في كلا الحالتين يعبر عن نرجسية ورغبة قوية في إعادة الاعتبار للذات.

رغم هذا وذاك يستعذب الإنسان هذا الحمق، ويعيش مسلوب العقل ولا يستعيده إلا بعد فوات الأوان، آنئذ يجد قصور الخيال قد انهارت أمامه، فيبكي لـــــــــــيــــــــــلاه ولا ليلى هناك.


للزمن حساب

الليل يسري وبقدر ما يسري تسري بنا الخواطر إلى‎ ‎عوالمنا الذاتية فنبتهج للزمن أيما ابتهاج ونلقيه على أنفسنا ورودا  وفراشات، ما أحلى الربيع تقول لنا الكلمات وهي ترفرف بين الأحلام، وقد نتجهم أيما تجهم فنرى الورود تذبل والفراشات تهجرنا، ما أشقى الخريف، تقول لنا الكلمات وهي تتجرد من أوراق معانيها.

منا من يعيش في ليله الربيع  فيبتسم في وجه الزمن وينعته بأنبل النعوت، ومنا من يعيش في ليله الخريف فيتعبس في وجه الزمن البريء ويلقي ‏اللومة عليه وينعته بأرذل النعوت، فيراه حقيرا في ركن منزو يجتر حزنه، فيبصق عليه ويلعن القدر.‏  
نتناسى أن للزمن حسابا غير حسابنا، ونعلن العصيان في وجهه بل كثيرا‎ ‎ما نعبر عن رغبتنا في قتله، ‏ونبتهج حين "نقتله"، ويبقى حسابه فوق كل‎ ‎اعتباراتنا.‏  
حين قرأت أسطورة سيزيف، فهمت الزمن العبثي الذي يعيشه أناس كثر بيننا من حيث لا يدرون، إنه ‏الزمن الدائري الارتجاعي الذي يدور في الحلقة المفرغة، فتكون نقطة بدئه هي نقطة ختمه، يكون ‏ماضيه هو مستقبله. ‏
فإذا كان المبدع الغربي -أمثال أوجين يونسكو - عايش هذا الزمن عن‏‎ ‎طريق الإبداع، فإن منا من ‏يعايشه عيشة حقيقية، من خلال حياة عبثية تلازم المكان. ‎‏ سيزيف إسم ينطبق على الكثير منا، لهذا ‏منامن لا يقدر الزمن ولا يعي قيمته. ‏
في عالم المثل يعاقب الإنسان بالزمن السيزيفي الدائري، فهو زمن الموت المتحرك الذي يبعث العذاب ‏فيالميت، ومع ذلك منا من يستعذب الزمن السيزبفي، ويبقى ببلادة يدور في الحلقة المفرغة.‏  
هذه مجرد صورة من الصور العديدة التي نتمثل من خلالها الزمن، هناك صور إيجابة لا يتسع المجال ‏لأتحدث عنها.‏

 


 
Today, there have been 1 visiteurs (1 hits) on this page!
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free